شبابنا والإبداع
إذا نظرنا في حال شبابنا اليوم سنجد أنهم مبدعون من الطراز الأول ...
طاقات عالية ... ذكاء متوقد ... مغامرات مستميتة ...
نراهم يلبسون الزلاجات بأقدامهم وينطلقون بها في الشوارع ...
يتعلقون بالسيارات وبسرعات عالية !!!
يفتحون أبواب السيارات وهي بسرعة تفوق السرعة القانونية ليتزلجوا متمسكين بها !!!
نراهم محترفين بالعبث بالسيارات وعمل السلاسل والعقد ..
وكأنها قطعة حديد – ريشة – في مهب الريح !!!
نراهم يبدعون في اصطياد الفتيات ويفكرون بطرق - ربما - لم تخطر على إبليس !!
وكل ذلك .. لنيل لذة عابرة والتلذذ بتعذيب الضحية وفضحها على الملأ !!
يتفننون بتعديل السيارات وتغيير هيكلها لجذب الانتباه ...
يحاولون بشتى الوسائل الوصول للشهرة ولو بمقاطع فارغة من المحتوى !!!
لنيل أكبر عدد من الزيارات !!
يفكرون ويفكرون ويفكرون ... ويبدعون ... ولكن الابداعات تختلف ...
لتكون عند مفترق الطرق .. الخير والشر ..
هؤلاء الشباب ليسوا سيئين بفطرتهم .. ولكن ... سوء التربية والظروف المحيطة بهم ..
وربما تهميشهم في المجتمع جعلهم يبرزون بهذه الصورة السلبية ...
تحدثت عنهم وأنا أحبهم وأتمنى لهم الخير .. لأنهم في النهاية مسلمون ...
هل نترك هؤلاء الشباب وهذه الطاقة لتحرقنا بدل أن تضيء لنا ونستفيد منها ؟؟!
أنا أقول : لن يفيدنا الحديث عن هؤلاء الشباب وسبهم وشتمهم والتعوذ منهم !! فهذا يزيدهم اشتعالاً !!
علينا احتواؤهم وتوجيه طاقتهم في الخير .. توجيه طاقتهم للبناء ... لا للهدم ...
توجيه طاقتهم لبناء الوطن وخدمة الأمة والتحليق بها نحو المعالي ...
لابد من الأخذ بأيديهم ... لابد من معرفة مفاتيحهم ..
وإن لكل باب مفتاحاً .. ولا يوجد باب يفتح كل الأبواب ..
لغة التعنيف والمواجهة العدائية لا تصلح معهم !!
ولا يصلح معهم سوى لغة الحوار الهادف البناء ...
ربما يسأل سائل : وهل نحاور من قصد المعصية وطالب بها ؟؟ ..
أقول : لنعد إلى قدوتنا صلى الله عليه وسلم في تعامله مع نفس القضية والفئة ..
جاءه شاب يستأذنه بالزنا .. يريد رخصة له كونه لا يملك نفسه !!! كيف تعامل معه ؟؟
هذا منهج واضح في التعامل وليست قصة أو حديثا عابراً نحفظ راويه لعرضه على الأستاذ فننجح في مادة الحديث !!
لابد أن نفكر بالنجاح في مادة التعامل ... وبطريقة عملية ..
هكذا نتعامل مع هؤلاء الشباب ...
ماذا يريدون ؟ ونعرف كيف يفكرون ؟ وندخل إليهم مما يحبون ...
حين نراهم يبدعون في الأشياء المباحة ولكن المضيعة للوقت ..
نجلس معهم ... نسألهم باهتمام عن دقائق هذا الإبداع ...
وكيف وصلوا إليه .. لا نعنفهم لينفروا منا ومن حديثنا ...
فهدفنا ليس النيل منهم . بل هدايتهم
والله الهادي إلى سواء السببيل
بقلم : د. منتصر الرغبان
التعليقات (كن أول المعلقين !)